بسم الله الرحمن الرحيم
اخوتى الاعزاء
تطالعنا الصحف اليومية بالكثير من الحوادث التى تشير الى عقوق الابناء للوالدين بينما قرن الله تعالى الاحسان اليهما
بعبادته وطاعته ، وشكره بشكرهما قال تعالى :
" ان اشكر لى ولوالديك "
فمن شكر الله ولم يشكر لوالديه لم يقبل منه ومعنى ذلك ان نعمة الوالدين مختصة بالدنيا ونعمة الله فى الدنيا والاخرة
وفى ذلك يقول الذهبى (673 -748) :
بر الوالدين عليك دين ، وانت تتعاطاه باتباع الشين، تطلب الجنه بزعمك ،وهى تحت اقدام امك ، حملتك فى بطنها
تسعة اشهر كانها تسع حجج ، وكابدت عند الوضع ما يذيب المهج ، وارضعتك من ثديها لبنا ، واطارت لاجلك وسنا ،
وغسلت بيمينها عنك الاذى ، واثرتك على نفسها بالغذا ، وصيرت حجرها لك مهدا ، وانالتك احسانا ورفدا .
فان اصابك مرض او شكاية ، اظهرت من الاسف فوق النهاية ، واطالت الحزن والنحيب ، وبذلت مالها للطبيب ،
ولو خيرت بين حياتك وموتها ، لطلبت حياتك باعلى صوتها .
هذا ....وكم عاملتها بسوء الخلق مرارا ، فدعت لك بالتوفيق سرا وجهارا ، فلما احتاجت عند الكبر اليك ،
جعلتها من اهون الاشياء عليك ، فشبعت وهى جائعة ، ورويت وهى قانعة ، وقدمت عليها اهلك واولادك
بالاحسان ، وقابلت اياديها بالنسيان ، وصعب لديك امرها وهو يسير ، وطال عليك عمرها وهو قصير ،
وهجرتها ومالها سواك نصير.
هذا ...ومولاك قد نهاك عن التافيف ، وعاتبك فى حقها بعتاب لطيف ، ستعاقب فى دنياك بعقوق البنين ،
وفى اخراك بالبعد من رب العالمين ، يناديك بلسان التوبيخ والتهديد
" ذلك بما قدمت يداك وان الله ليس بظلام للعبيد "
وصلى اللــــــــــه على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وســـــــــــلم
والله المستعان